التعلم بمساعدة الحاسوب ( CAI )

عرف عصرنا الحالي بعصر التكنولوجيا والانفجار التقني والمعرفي، ويعرف أيضا بعصر المعلومات. فالتكنولوجيا عموما والحاسب الآلي خصوصا غزت كل مجالات الحياة المعاصرة، في الاقتصاد والإعلام والسياسة والاتصالات، حيث إن الحاسوب اليوم أصبح الوسيلة الأولى في الاتصالات. ولأن الهدف الأساسي للتعليم هو التحسين المستمر للوصول إلى إتقان الطلاب لمعظم المهارات وتحقيق الأهداف التربوية؛ لذا فإنه من الضروري جدا أن نواكب هذا التطور التكنولوجي ونسايره، ونتعايش معه ونستخدمه في عمليتي التعليم والتعلُّم؛ للوصول إلى الهدف المنشود. . فالمميزات التي يتمتع بها الحاسوب من سرعة ودقة وتنويع للمعلومات المعروضة ومرونة في الاستخدام والتحكم في طرق العرض تجعله أفضل بكثير من أجهزة عرض المعلومات المختلفة من كتب ووسائل سمعية وبصرية يعترف بأثرها الحضاري والمعرفي.


تعريف مفهوم التعلم بمساعدة الحاسوب
لم يشهد عصر من العصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة، من أهمها الثورة التي حدثت في تقنيات الاتصالات والمعلومات والتي توجت أخيراً بشبكة المعلومات العالمية(الإنترنت). وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل حجرات الدراسة، وبين أروقة المدارس والجامعات، إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو تأسيس تعليم متكامل يعتمد على هذه التقنيات وهو ما سمي بالتعليم الإلكتروني.مفهوم التعليم الإلكتروني:لم يخل مصطلح التعليم الإلكتروني (E-Learning)، كغيره من المصطلحات، من اختلاف الباحثين على تعريف محدد له، لاسيما مع وجود مصطلحات أخرى بينها وبينه تداخل مثل: التعليم عن بعد، والتعليم المرن، والتعليم الافتراضي.فقد عرفه المحيسن (1423هـ) بأنه:”ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المؤسسة التعليمية برمتها”. وبنظرة سريعة إلى هذا التعريف يمكن القول أن التعليم الإلكــتروني يعتمـــد على استخــــدام الوسائط الإلكــترونيــة في الاتصال واستقبــال المعــلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين المتعلم والمعلم، وبين المتعلم والمدرسة، وربما بين المدرسة والمعلم.ويعرفه الزامل (1425هـ) بأنه:”نظام تعليمي يتم تخطيطه وإعداده وتنفيذه وتقييمه بشكل إلكتروني، ويتم نقله عبر تقنية المعلومات والاتصالات، وتكون الإدارة والخدمات التعليمية إلكترونية أيضاً، كما يمكن أن يكون على شكل جزئي مثل توفير المادة العلمية بشكل إلكتروني (E-Courses)”. ويتضح من هذا التعريف أن التعليم الإلكتروني يمكن أن يكون جزئياً في جانب معين بحيث يصبح مكملاً للتعليم الصفي أو شاملاً في جميع الجوانب كما في المدرسة الافتراضية.ويعرف العريفي (1424هـ) التعليم الإلكتروني بأنه:”تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزنة في الحاسب أو عبر شبكة الإنترنت”. ومن هذا التعريف يتضح أن التعليم الإلكتروني لا يستلزم بالضرورة وجود مبان مدرسية، بل إنه يلغي جميع المكونات المادية للتعليم، فهو تعليم افتراضي بوسائله، واقعي بنتائجه.وينظر العويد، والحامد (1424هـ) إلى التعليم الإلكتروني بأنه:”التعليم الذي يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسب الآلي والإنترنت، وتمكن التلميذ من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت ومن أي مكان”. ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن التعليم الإلكتروني طريقة لتحويل التعليم الصفي إلى التعليم بمساعدة التقنية.ويعرفه الموسى (1425هـ) بأنه “طريقة للتعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم المقصــود
هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقل وقت و جهد وأكبر فائدة.ويشير هذا التعريف إلى أن التعليم الإلكتروني لا يخرج العملية التربوية بالضرورة من أسوار المدرسة، وإنما يمكن أن يستخدم داخل جدرانها فيزيد من فاعلية التعلم بفضل الطرائق التكنولوجية الحديثة التي تسهل التعلم وتسرع به.ويحدد المبارك (1424هـ) مفهوم التعليم الإلكتروني “بأنه أسلوب من أساليب التعليم في إيصال المعلومة للمتعلم يعتمد على التقنيات الحديثة للحاسب والإنترنت ووسائطها المتعددة مثل الأقراص المدمجة، والبرمجيات التعليمية، والبريد الإلكتروني، وساحات الحوار والنقاش”.ويوضح هذا التعريف ارتباط هذا النوع من التعليم بالوسائل الإلكترونية وشبكات المعلومات والاتصالات، وأن هناك مدى لهذا الارتباط فقد يكون في الصورة البسيطة كاستخدام وسائل العرض الإلكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية، وحتى الاستثمار الأمثل للوسائط الإلكترونية في بناء الفصول الافتراضية من خلال تقنيات الإنترنت والتلفزيون التفاعلي.ويرى الراشد(1424هـ) أنه “يمكن تعريف التعليم الإلكتروني بصورة مثالية على أنه: توسيع مفهوم عملية التعليم والتعلم لتتجاوز حدود جدران الفصول التقليدية والانطلاق لبيئة غنية متعددة المصادر يكون لتقنيات التعليم التفاعلي عن بعد دوراً أساسياً فيها بحيث تعاد صياغة دور كل من المعلم والمتعلم”. أي أن التعليم الإلكتروني ليس بديلاً للمعلم بل يعزز دوره كمشرف وموجه ومنظم للعملية التعليمية، في الوقت الذي يأخذ المتعلم دور القيادة والتحكم في العملية التعليمية من حيث الزمن الذي يريد الدراسة فيه، واختيار وسائط الدراسة المناسبة له، وتحكمه في العمليات الإلكترونية من تحميل ملفات أو إرسالها مما يؤدي إلى تنمية المهارات الفكرية لديه.ومن جانب أخر يعرفه غلوم (1424هـ) “بأنه نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسب الآلي في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة من الوسائل منها: أجهزة الحاسب الآلي، والإنترنت والبرامج الإلكترونية المعدة إما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات”.ويعرفه الناعبي، وعلي ( 2003) “على أنه فرع جزئي من أنواع التعليم عن بعد يتم عبر الحاسب الآلي، وتقوم فلسفته على التعليم في أي مكان وأي زمان “.وبنظرة متأنية إلى ما سبق عرضه يمكن القول بأن مفهوم التعليم الإلكتروني مفهوم جديد نسبياً، حيث اعتبره البعض منظومة لتلاقي أدوات التعليم في كل المجالات التي تستخدم التكنولوجيا، في حين صنفه البعض على أنه فرع جزئي من أنواع التعليم عن بعد جاء ليشكل حلاً لرأب الصدع الذي أحدثه التعليم عن بعد Distance Learning من خلال ما وفره من فرص للتعليم المباشرFace-to-face.مما سبق يمكن تعريف التعليم الإلكتروني بأنه” أسلوب من أساليب التعليم يُسخّر التقنيات الحديثة للحاسب وشبكاته ووسائطها المتعددة في إيصال المقررات الدراسية إلى المتعلم الذي يتفاعل معها بأسلوب متزامن أو غير متزامن، في الفصل أو عن بعد”.وبعد هذا العرض لبعض التعريفات التي تطرقت لهذا المفهوم المرن ،فإنني أترك المجال مفتوحاً للزملاء في مجتمع الممارسة لمناقشة هذا المفهوم والتشارك في بناء تصور واضح عن هذا المولود الجديد


 
 إرشادات يجب اتباعها عند التعليم بمساعدة الحاسوب    

 البرنامج التعليمي هو عبارة عن سلسلة من عدة نقاط تم تصميمها بعناية فائقة بحيث تقود الطالب إلى إتقان أحد المواضيع بأقل وقت وجهد متفادياً للأخطاء، لذلك هنالك مجموعة من الإرشادات على المعلم اتباعها في تعليم الطلبة باستخدام الحاسوب وهي:
o توضيح الهداف التعليمية المراد تحقيقها من البرنامج.
o إخبار الطلبة عن المدة الزمنية المتاحة للتعلم على الحاسوب.
o تزويد الطلبة بأهم المفاهيم أو الخبرات التي يلزم التركيز عليها وتحصيلها في أثناء التعلم.
o شرح الخطوات التي على الطالب اتباعها لإنجاز البرنامج وتحديد المواد والوسائل كافةً، والتي يمكن للطالب الاستعانة بها لإنهاء دراسة البرنامج.
o تعريف الطلبة بكيفية تقويم تحصيلهم لأنواع التعلم المطلوب.
o تحديد الأنشطة التي سيقوم بها الطالب بعد انتهائه من تعلم البرنامج.( الحيلة، 2001).
    لذلك لكي يتم تعليم التلاميذ على اكمل وجه وبشكل أفضل يجب على المعلم أن يتبع الإرشادات المذكورة التي تمكن من تقديم افضل ما لديه وبالتالي تحسين أداء التلاميذ.

      وأخيراً ، بعد هذه الوقفة القصيرة مع استخدام الحاسوب في تعليم ذوي صعوبات التعلم، لا يسعنا القول بأن الحاسوب له دور كبير في المساعدة بعملية التعليم فهو يتميز بقدرة كبيرة من حيث السرعة والدقة والسيطرة في تقديم المادة التعليمية، كذلك يساعد في عمليات التقويم المستمر وتصحيح استجابات التلميذ أولاً بأول، وتوجيهه ووصف العلاج المناسب لأخطاء التلميذ، مما يمد التلميذ بتغذية راجعة وفورية وفعالة، يكون من شأنها تقديم التعلم المناسب لطبيعة التلميذ كفرد مستقل له مستواه الخاص، واهتماماته وسرعته مما يجعل من الحاسوب وسيلة جيدة للتعلم.
      ومن هنا تعتبر برامج الحاسوب المقدمة لتعليم ذوي صعوبات التعلم المتفقة مع قدراتهم وخصائصهم وفي أساليب تعليمهم وسيلةً لكي ترتقي بهم في مدارج النمو السليم الذي يؤدي على تحقيق ذواتهم وإشعارهم بدورهم وإنسانيتهم بهدف الوصول بهم إلى أقصى مدى ممكن تسمح به  قدراتهم، لذلك أناشد كل مجتمع وكل معلم أن يهتم بتعليم الأجيال تعليماً سليماً باستخدام جميع وسائل التكنولوجيا المتطورة التي تساعد من تحسين عملية التعليم لكي يعدوا جيلا مبدعاً مثقفاً يساعد على تقدم المجتمع وتطوره ليواكب المجتمعات المتقدمة
    التعلم بمساعدة الحاسوب Computer Assisted Intruction :
تعددت المصطلحات لوصف كيفية استعمال الحاسوب في التعليم وكان أكثرها عمومية وقدماً وذيوعاً مصطلح التعلم بمساعدة الحاسوب، وكان من بين المصطلحات التي ظهرت في الأدب التربوي المتصل باستخدام الحاسوب التعليمي، مصطلح التعلم المدار بالحاسوبComputer Managed Intruction or MCI  ومصطلح التعليم القائم على الحاسوب  Computer Based Intruction/ Education أو اختصار CBIومصطلح التعليم على الحاسوب  Computer Based Learning or CBL الذي يشيع في الدراسات الأوروبية، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بين هذه المصطلحات يشير مصطلح التعليم المدار بالحاسوب مثلاً بصورة عامة، إلى استخدام الحاسب لمساعدة المدير أو المعلم في الأعمال التعليمية التنظيمية والإدارية، إلا أنها تشترك جميعاً في التركيز على استعمال الحاسوب في العملية التعليمية التعلمية.


هناك 4 تعليقات:

  1. موضوع مميز....يستحق التقدير

    ردحذف
  2. الحاسوب مساعد رائع بالفعل ...شكراً لك

    ردحذف
  3. موضوعك جميل ومجهود واضح شكرا لك

    ردحذف
  4. معلومات جداَ مفيدة للمابع في هذا المجال

    شكراً على هذا الجهد

    ردحذف